الأحد، 8 ماي 2011

أخي رشيد

رشيد الراضي
من إعداد الفنان ياسين بنعيسى
http://www.benissadesign.net

أُلقِيَت في الحفل التكريمي الذي أقامته جمعية ملتقى البحرين للتواصل الثقافي بطنجة على شرف أخينا وحبيبنا الدكتور رشيد الراضي وذلك بمناسبة نيله شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة محمد الخامس...فكانت شيئا قليلا بالنظر إلى أفضال صاحبنا علينا وقدره عندنا ومكانتهب العلمية والمعرفية والتربوية...



عَلَى بُراقِ العُلَى نَجْمُ الْحِجَى بَرَقَا .. وَمِنْ كُؤُوسِ الْمُنَى سُؤْلَ النُّفوسِ سَقَى
وَفي مِدَادِ الدُّجَى أجْرَى فَوَارِسَهُ .. فَكَانَ قَبْلَ الْوَرَى لِلشَّمْسِ مُعْتَنِقَا
يَمْتَدُّ كَفًّا مِنَ الْعَلْيَاءِ مُنْتَشِلاً .. غَرْقَى الفُهُومِ فَيُقْرِي الْعِلْمَ وَالْخُلُقَا
يَجُودُ حَتىَّ بِمَا أقْدَارُهُ كَتَبَتْ .. بِأَنَّهُ أَمَمٌ لِلنَّاسِ قَدْ سَبَقَا
يَزْدَادُ فَضْلاً وَلاَ يُولِيكَ مَرْتَبَةً .. إِلاَّ لِيَعْلُوَ شَأْواً فَوْقَهَا عَنَقَا

أخي رَشيدُ أيَا مِسْكَ الصَّفا العَبِقا .. شَهِدْتُ أنَّ الذي أنْبَأتَني صَدَقا
بِأنَّ موعدَنا الجَوزاءَ ما بَعُدَتْ .. فالعزمُ مِنكَ إلينَا يَسَّرَ الطُّرُقا

أخي رشيدُ وَما في الشِّعْرِ مِنْ كَذِبٍ .. إذَا المِدَادُ دَمُ الأَحْشَاءِ قَدْ هُرِقا
لَئِنْ جُهِلتُ فأنْتَ الخِدْنُ منْ زَمَنٍ .. عَرَفْتَنِي صَارِماً لاَ أُحْسِنُ الْمَلَقَا

أخي رَشيدُ وَهذا الشِّعرُ طَوع دَمي .. عَاصَى اليَرَاعَ وَعاطَى مُقْلَتِي الأرَقَا
أسْتَقْدِمُ الْقَوْلَ مِنْ أرْضِ النَّشِيدِ فَلاَ .. يَأتِي سِوَى قَلَقٍ يَزْدَادُ بِي قَلَقَا
عُمراً يَسيلُ وَأنفاساً مُقَطَّعَةً .. تَمُضُّني أمَلاً بِالْعَجْزِ قدْ شَرِقَا
تَمُضُّني أمَلاً وَاليَأسُ يَطْلُبُنِي.. وتَمْتَري بِقَصيدٍ هاجَ مُخْتَنِقَا
فَاليَومَ مُسْتَأسِداً بَرَّجْتُ عنْ أمَلي .. وَعَن قصيدي الذي قد هَبَّ مُنْطَلِقَا
أمَا تَرَى الكُرَمَا تُغْري شَمَائِلُهُمْ نَفْسَ البَخيلِ .. فَيُمْسي فائِضاً غَدِقَا؟
وَصُحْبَةُ البَطَلِ المِقْدَامِ تَنفُخُ في قلبِ الجَبَانِ فيُنضي السَّيْفَ وَالدَّرَقَا
كَذَاكَ كَمْ هِمَّةٍ أَجَّجْتَ جَاحِمَهَا .. وَأشْعَثٍ مُبْتَلَى في فِكْرِكَ اتَّسَقَا
أمَّا أنا فَهَوايَ اليومَ أزَّ دَمي .. وزادَني شَغَفاً فَازْدَدْتُ فيكَ رُقَى
وَالنُّورُ فِي مَوْكِبِ الأَطْهارِ لَفْحُ هُدىً .. لوْ لاَمَسَتْ حَجَرَ الصّوَّانِ لاَحْتَرَقَا

أخي رشيدُ دَعِ الذِّكْرَى تُحَدِّثُنَا عَنْ أمْسِنَا الحُلْوِ نُطْفي عِنْدَهُ الحُرَقَا
عَنْ كِسْرَةِ الخبزِ، عَنْ تِينٍ وَعَنْ بُلَغٍ لِلْمَاءِ قَدْ شَاكَسَتْ جوعاً بِنَا نَزِقَا
عَنْ صَادِحِ الشِّعْرِ، عَنْ لَيْلٍ وَعنْ سَمَرٍ وعَنْ نِخَابٍ أرَتْنَا البَدْرَ مُغْتَبِقَا
غُفْلٍ عَنِ الزَّمَنِ الآتي وَعَنْ قِصَصٍ للنَّاسِ .. عَنْ بَهْرَجِ الزَّيْفِ الَّذي اختُلِقَا
نُضْحي وَنُمْسي عَلَى تِلْكَ الدِّنَانِ وَمَا غَيْرُ المَحَبَّةِ كَأْسٌ شَعْشَعَتْ ألَقَا

أخي رشيدُ وهَذي أُمَّةٌ رُمِيَتْ مِنْها العُقُولُ فَجَاءَ السَّهْمُ مُخْتَرِقَا
كَأنَّها ما عَلَتْ يَوماً وَما عَقَلَتْ .. وَما أنَاخَ لَدَيْهَا الدَّهْرُ مُرْتَفِقَا
أهْلُ النُّهَى وَذَوُو الأَحْلاَمِ قدْ نَكَثُوا هَذا النَّسيجَ فَصِرْنَا بَعْدَهُمْ مِزَقَا
وَاليَوْمَ إذْ نَحْنُ قُلْنَا يَا كَفَى سَفَهاً ..صُمَّ الألىَ حَلُمُوا وَالشَّعْبُ قدْ نَطَقَا

أخي رشيدُ وَمِنْكَ الأفْقُ لاحَ يُرَى .. قَشِّعْ بِنُورِكَ هَذا اللَّيْلَ يَا أُفُقَا
وَانْضُ اليَرَاعَ فَتِلْكَ الدَّهْرُ تَكْتُبُهُ .. عَسَى بها أنْ نَرَى مِن صُبحِنا الشَّفَقَا
إنَّا لَنَنْفُثُ فِيكَ الْيَومَ لاعِجَنَا .. أنَّا لنَا أملٌ في كَفِّكَ انْعَتَقَا
أقُولُ قَوْلي وَذي الأَشْعَارُ تَكْتُبُهُ .. وَأنْحَنِي أدَباً يَا صَاحِبي وَمِقا






هناك 3 تعليقات:

  1. ما بات للشعر بيت أن تفارقه هذا غذير مدادي بعدكم نفقا
    اثريت من فرجة الدنيا مباهجها تمثلت فيكم زهرا قد انتشقا
    والبدر أحجم خوفا أن تسابقه فاختار مجتمع الأكوان ملتحقا

    ردحذف
  2. رائع صديقي فيصل
    أتمنى لك مزيدا من الشعر في حياتك، حتى نقتبس بعضه في جوارك، ونطعم القوافي والقصيد على موائدك.
    فأنت شفاف إلى حد الغياب،
    وصلب كالفراغ من حولنا لا يكسر، لا يقهر....
    هكذا هم الشعراء،
    هكذا أنت، هكذا قرينك
    جبرون

    ردحذف