الخميس، 23 فبراير 2012

ذكريات من الرميلات

على وقع المعركة الجديدة التي نسعى جميعا إلى خوضها ضد لوبي العقار بطنجة.. وتحت شعار "غابة السلوقية أولا" عمدت إلى أوراق قديمة من أيام جميلة كنا نعيش فيها مدينتنا الجميلة بأدق تفاصيلها ونعب من حسنها في أصفى كؤوسها قبل أن تأخذنا الحياة إلى مشاغلها وتفتننا بقليل من القبح عن كثير من الحسن...نسأل الله أن يجعل يومنا خيرا من أمسنا وغدنا خيرا من يومنا...آمين
فهذه قصيدة عن ذكريات الرميلات والسلوقية وآغلا...وقد وجدتها بين أوراقي القديمة مهداة إلى أشخاص أعزاء هم من أثثوا لهذه الذكريات الجميلة في قلوبنا..فكم يطيب لي أن أسوق الإهداء كما وجدته:



"البعدُ تهييجٌ للصبابة، والغربة بعثٌ للحنين، والصبابة والحنين منبعان للشوق، والشوق تذكرٌ وتفكرٌ في أجمل اللحظات. إلى أهلنا وإخواننا من أبناء مرشان وادرادب وعين الحياني أذكر منهم على وجه الخصوص.. الإخوان رشيد الراضي، إبراهيم بويرك، أحمد كابر، عدنان أجانة، ذ محمد العلمي، ذ محمد الميموني، حمزة البقالي، سعد البقالي، عبد الله الدامون، أحمد الدامون، ياسين الحليوي، مصطفى الموذن، ربيع بوصوف، بلال الحراق، أسامة المتني، عبد النور العاقل، محمد بوزيان، هشام بنعلال، ا عبد السلام الخليع، عبد العزيز الصروخ حباً ووفاءً :"


هاجت شجوني في تذَكُّرِ رَبْوتي
ومجالسٍ للأنس فيها زاهرَة

لماَّ قدودُ الرَّاقِصاتِ على الرُّبى
صبغَت خدودَ السَّابحاتِ العابرة

وتوجَّعَتْ منها الجُذوعُ كأنها الحسناءُ تَشْكو إن أفاقَتْ باكِرة

والريحُ مثلَ وَصيفةٍ مِن حولها
في طاعةٍ تمضي وتُقْبِل شاكِرة

وعلى السفوحِ الناهداتِ الصَّخْرُ كالحَلَماتِ نحوَ البحرِ مُدَّتْ ناظِرَة

ولدى شِفاهِ الشَطٍّ طارَحَنا الهوَى
نَفَسٌ أتى مِن جارِياتٍ ماخِرَة

فَفَنِيتُ عن دُنيايَ أرْنو للسماءِ أُصيخُ سمعاً للُّحونِ السَّاحرَة

قدْ حاطَني صَحْبٌ يحوطُهُمُ الرِّضى
وتَحوطُنا الرَّحماتُ زُفَّتْ زاخِرة

فالطَّرْفُ في آيِ الوُجودِ مُسائِلٌ
والروحُ في آي المواجدِ حائِرَة

والقلبُ أدفأه نَوَالُ مُرادِه
فتَناثَرَتْ منْهُ المواجدُ ثائِرَة

يَشْتَفُّ مِنْ نَسَماتِ طَنْجةَ رَوْسماً
لأَساةِ حَوْباءِ النُّفوسِ الشَّاعرَة

لكِنَّما أوْطارُ طنجةَ سرمَدٌ
أنَّى تُوَفِّيها حياةٌ عابرَة؟

حُرَقُ البِعادِ تقَسَّمَتْ أشْجانَها
وَهِيَ القَريبةُ في الأَسِرَّة حاضِرَة

أنَّى لِمُقلَتِيَ الَّتِي ألِفتْ خُفوتَ الضَّوءِ أن تصِفَ الشموسَ السَّافِرَة؟

ولِريشَةٍ خَبَرَتْ مِنَ الألْوانِ مَأْلوفَاتِها بِبَدائِعٍ مُتَناثِرة؟

يا طَنْجةَ الحُسْنِ البَهِيِّ سَبَيْتِني
وسَبَيْتِ شِعْري والقَوافي النَّافِرَة

فَكَأنَّها قدْ أخْجَلَتْها فِتْنَةٌ
في مُقْلتَيْكِ وفي رُموشٍ آسِرَة

فَتَحَدَّرَتْ خَجْلى تُسِرُّ بِبَوْحِها
وتقولُ وَيْحِي مِنْ جُفونٍ فاتِرَة

وَيْحِي فطنجةُ نَظْرةٌ مُزْوَرَّةٌ
تُلْقَى إليكَ وعنكَ تُلْوي حاسِرَة

شأنُ الحسانِ حماسةٌ فَمَلالةٌ
ونُفوسُنا بَيْن النَّوازِع دائِرَة

الدار البيضاء يناير 2001
شرح بعض المفردات:
الرَّوْسَمُ:  العلامة والأثر
الحَوْبَاءُ: روع القلب
مُزْوَرَّة: متجانفة متجنبة