الأحد، 21 غشت 2011

إلى أخي صلاح الدين


 

أخونا صلاح الدين الزربوح أستاذ الفلسفة ومؤسس معهد البحر الأبيض المتوسط للصحافة وتقنيات اﻹعلام  .. اخ حبيب وصديق عزيز .. أحب فيه أنه ممن لا يرضون بوضع اليد في الماء البارد.. بل هو ممن تشقيه نفسه في توقها إلى الأفضل دائما.. رأيت عليه يوما ليس بالبعيد غمامة كدرت صفاء ابتسامته الصادقة فأسر إلي ببعض ما في نفسه فلم أجد إلا هذه الأبيات أعبر له فيها عن أحساسي العميق بألمه وامله في آن..
 
أبكُلِّ مَنْ عَشِقَ العُلى كَرَبُ؟ وَبِكُلِّ هاوٍ للخَنَى طَرَبُ؟
تَفْنَى نُفُوسٌ هنَّ في خَلَدِ الدَّهرِ الكَسيفِ الفَضْلُ والْحَسَبُ

أصَلاَحُ .. لا تَأبَهْ لمَنْ سَقَطُوا مِنْ حُلْمِنَا .. فَرُؤوسُهُمْ ذَنَبُ
إنْ كانَ جُرْمُكَ أنَّ حُلْمَكَ لا يَسري بِفِكْرٍ صِدْقُهُ كَذِبُ 
فَلأنَّها دُنيا مُنَفِّرَةٌ.. طوبَى لِمَنْ فيها بها اغتَرَبُوا

أصَلاحُ .. إنّي قدْ رَأيتُ يداً مُدَّتْ إليكَ ومِلؤهَا الوَصَبُ
آسَيْتَها وكَسَوْتَها كَرَماً .. لكِنَّها تَجْفُو وتَغْتَصِبُ
وَظَنَنْتَ قوماً عندَهُمْ أدَبٌ .. فوَجَدَتَ انَّ قلوبَهُم خَشَبُ
أشْدَاقُ تُفْتَحُ غَيرَ باسِمَةٍ.. أخوانِ فيهَا : الحِقدُ والرَّغَبُ
وَكذَا اللئامُ : إذَا رَأوْا كَرَماً ،. أرِزُوا لِغَدْرِ النَّاس وانتَسَبُوا
أخْفَى مِنَ السُّقْمِ إنْ كَمُنُوا .. أضْرَى مِنَ الضَّبْعِ إنْ وَثَبُوا
لكِنَّهُمْ بَيْنَ الوَرَى جِيَفٌ .. مَهْمَا كَسَا أجْدَاثَهُمْ صَخَبُ

أصَلاحُ .. حَسْبُكَ أنَّنَا أنُسٌ : كُلٌّ لِصَاحِبِهِ أخٌ وأبُ
يَهْوي لِدَمْعَتِهِ إذَا نَزَلَتْ .. وَيَشُدُّ إنْ لَعِبَتْ بهِ العُرَبُ

أصَلاَحُ .. إنَّا زَائلونَ غداً .. وَلَسَوْفَ يَبْفَى العِلْمُ والأدَبُ
فانْظُرْ تَجِدْ حَولَنَا مُثُلاً تَمْشي .. وَكانَ مَكَانَها الكُتُبُ
إنْ سَاءَنَا هَذا الزَّمَانُ فَكَمْ ذا سَرَّنَا فِي أنَّنَا عُصَبُ
أحْرَارُ منْ أسْرِ الزَّمانِ إذَا مَا النَّاسُ فِي أغْلالِهِ سُلِبُوا

أصَلاَحُ إنَّ غَداً لِنَاظِرهِ لَيُرَى .. وإنْ كَثُفَتْ بِهِ السُّحُبُ
والشِّعْرُ عَيْني .. أسْتَجِيرُ بِهَا .. إنْ كانَ في بَصَرِ الوَرَى عَطَبُ
والشِّعرُ عَقْلِي .. أسْتَدِل عَلَى شِيَم النفوس بهِ وأنْتَخِبُ
قَدْ كُنْتَ في عينِ القَصيد يدًا مِنْها بنانُ الخير تُجْتَذَبُ
فاسْمَعْ لَدَيَّ الصِّدْقَ لاَ مَلَقٌ في نَبْرِهِ وَلا زورٌ ولا كَذِبُ :
لتبادرَنَّ إلى النَّجَاحُ كمَا بَادَرْتَ حيثُ سِوَاكَ يَضْطَرِبُ