الخميس، 25 يونيو 2015

إعلان عن استكتاب للملتقى الوطني السادس للباحثين في العلوم الشرعية - دورة: 1436هـ – 2015م حول موضوع : "التجديد في علمي الحديث والأصول وتحدي قضايا الإصلاح"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه






  1. الديباجة :
إن الفاعليَّةَ النظرية في الظواهر الاجتماعية عند المسلم المعاصر فاعلية تتغيى الصلاح للناس في حياتهم والشهود للمسلمين على زمانهم، من طريق الاقتدار على هذه الظواهر فهماً لها واستخراجاً لخبئها ثم ابتداراً إياها بالنقد واقتراح البدائل والحلول التي تحقق المقاصد العلية للشارع الحكيم في المعاش والمعاد. وإن الناظر المسلم وهو يتصدى لهذه الظواهر إنما يكون صدورُه عن الوحي في أصليه العظيمين الكتاب والسنة، وورودُه عليهما. وهو إذ يمارس هذه الفاعلية فكأنه يقوم بنظرين في آن؛ نظرٍ متوسل بالعلوم الاجتماعية قاصدٍ للفهم، ونظرٍ متوسل بالعلوم الشرعية طالبٍ للحكم. والنظر الشرعي نوعان متمايزان غير مفترقان، نظرٌ نقليٌّ مداره على علوم الرواية ومن أهمها علوم الحديث الشريف، ونظرٌ عقليٌّ مداره على علوم الدراية ومن أشرفها علم أصول الفقه. ومنه فإن الفاعلية النظرية للمسلم المعاصر تَتَجَدَّدُ بِتَجَدُّدِ ما يُعْرَضُ أمامها من قضايا ومشكلات، وتجتهد في الفهم والتحليل والجواب، واقتراح البدائل والحلول بموالاة اجتهادها في مقومات فاعليتها النظرية، خصوصاً في شقها الشرعي بصنفيه النقلي والعقلي.

ولقد راكم العقل المسلم المعاصر تجربةً مُقَدَّرَةً وهو يخوض الظواهر الاجتماعية المعاصرة التي ما فتئت تفرض عليه تحدياً تلو آخر. وهي تجربة أرَّخَتْ بمدادٍ مجيدٍ للاجتهاد الشرعي المعاصر، خصوصاً في إطار ما يُصْطَلَحُ عليه بتيار الوسطية الإسلامية. وهي تجربة راكمت مكاسب هامة، وبوأت أرباب العمل الإسلامي الصادرين عنها مكانةً وحضوراً في ضمير الأمة، حتى صار يلتفت إليهم في كل نازلة، ويفزع إليهم عند كل حازبة. غير أنها إذ قطعت شوطاً فإن أمامها أشواطاً لِما عَنَّ في رَحِمِها من جيوبٍ تَنْزَعُ يَمْنَةً نحو الجمود، ويَسْرَةً نحو الجحود، مما يستدعي منها مزيداً من الدقة في تحرير مناطاتها، و موالاة التجديد في أدواتها.

ولقد بات المتابع للسجال الفكري المتخذ من موضوع النظر الشرعي حلبةً له يجد من الأسئلة الحارقة ما يُحيِّرُ حِلْمَه، والشبهات المارقة ما يُضَيِّعُ عِلْمَه، فيتصدى لذلك العجزة من طلبة العلم فيُقَصِّرون، أو غيرُ المختصين من أهل الفضول فيَخْبِطون بل يتخبَّطون، أو أهل الأهواء مِمَّن أغراهم الخلاء فهم في ميادين القول يرتعون. وهو إذ يفزع إلى من يرضاهم من أهل التحقيق واجدٌ بوناً بين واقف نفسه على حراسة الموروث غير قادرٍ على مدِّ أفيائه، وبين لاقفٍ للثغرات فيه عساه ينفُذُ منها إلى خضرائه. فاشتدت الحاجة إلى ملء هذا الفراغ الذي يُجْتَهَدُ في مَلْئِه حيناً من غير أصحاب هذا التيار، و حيناً من آحادهم في مبادراتٍ فرديةٍ تحتاج هي الأخرى إلى كثير مطارحَةٍ و كثير صقل.
وتوسيعا لمجال الاستفادة من الكفاءات العلمية في مجالات البحث العلمي ذات الصلة بموضوع الملتقى، يعرض قسم الإنتاج العلمي والفكري في حركة التوحيد والإصلاح على الباحثين في مواضيع ذات صلة بأرضية الملتقى أن يساهموا في هذا المشروع البحثي على نسق ما سيتم تسطيره أسفله.

  1. أهداف الملتقى :
يأتي هذا الملتقى مؤطَّراً بهذا الوعي ورامياً إلى المقصدِ المبسوط آنفا: إثارة السؤال لإضاءته ومقاربة أجوبَتِه من طرف ثلةٍ من أهل العلم والفضل ممن جمعوا بين الكفاءة في العلوم الشرعية نقلاً وعقلاً من جهة، وبين المشاركة في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة، وبين الاشتغال بقضايا الدعوة والإصلاح من جهة ثالثة. كما يتغيى أن تعكس موادُّه أنواع المقاربات في كل مجال لتمثل النقاش الدائر الآن في جانب منه بين المدرسة التجديدية وبين المدرسة الحداثية؛ وفي جانب آخر بين مدرسة التجديد وبين مدرسة التقليد. ومنه فإننا نلخص أهداف الملتقى في الآتي :
  • تعزيز التواصل بين الباحثين في العلوم الشرعية.
  • الإسهام في التقريب بين المشتغلين بعلمي الأصول والحديث لخدمة قضايا الإصلاح
  • استثمار البحث العلمي في بلورة رؤى تجديدية لخدمة فقه الإصلاح


  1. برنامج الملتقى  :
سوف يؤطَّر الملتقى يوم الأحد 20 شتنبر 2015م في ندوتين :
  • ندوة صباحية حول موضوع : "التجديد في علوم الحديث وتحدي قضايا الإصلاح"
  • ندوة مسائية حول موضوع : "قضايا التجديد الأصولي ورهانات فقه الإصلاح".
وسيُعْمَل في كل ندوة على برمجة مداخلات مركزية وتعقيبات عليها فمناقشة عامة، ثم الختم بتوصيات الملتقى، كما سيُحْرَصُ على طبع أشغال الندوتين لتعميم الفائدة ومراكمة الجهود في هذا الإطار.

  1. مشروع الاستكتاب :

  • المحاور الرئيسة :
    1. المحور الأول: "التجديد في علوم الحديث وتحدي قضايا الإصلاح"
    • قراءة في تطور علوم الحديث.
    • دعوات التجديد في علوم الحديث : قراءات في النماذج
    • علوم الحديث ومشاريع الإصلاح : التحديات والآفاق
    1. المحور الثاني :"قضايا التجديد الأصولي ورهانات فقه الإصلاح"
    • قراءة في تطور علم الأصول
    • التجديد الأصولي من داخل المدرسة الأصولية
    • التجديد الأصولي من خارج المدرسة الأصولية
    • علم أصول الفقه ومشاريع الإصلاح : الرهانات والإكراهات

  • الجدولة الزمنية :   
15 يوليوز 2015
التعبير عن المساهمة بملء استمارة المشاركة وإرسالها إلى قسم الإنتاج العلمي والفكري

24 غشت 2015

آخر أجل لتسلم النسخة الكاملة والنهائية للبحوث التي تمت الموافقة عليها
20 شتنبر 2015

تنظيم الملتقى الوطني السادس للباحثين في العلوم الشرعية
(سوف يتم نشر الأوراق البحثية المعتمدة مع تخصيص تعويضات مالية للباحثين)

  • ملاحظات شكلية :

  • يجب أن لا تقل الورقات البحثية في حجمها عن5000 كلمة
  • الخط Traditional Arabic حجم 14
  • أن تكون الصفحات مرقومة
  • تثبت الإحالات على اختلافها في ذيل الصفحات ويشار إلى المصادر والمراجع في نهاية البحث




ترسل الاستمارات والبحوث إلى البريد الإلكتروني التالي: mur.fikr@gmail.com

الثلاثاء، 21 يناير 2014

على حافة الأرق



      


             اتصلتُ بأستاذي وحبيبي سيدي المقرئ الإدريسي أبي زيد حفظه الله للاطمئنان عليه، شأني في ذلك شأنَ كثيرٍ من محبيه وتلامذته، وكانت الحملة عليه في أوجها .. وكنتُ بدأتُ أفَكِّرُ في أبيات أكتُبُها بما كانَ من أمره .. ولكني ظللتُ مترددا إن كان هذا يليق أم لا يليق .. وبعد أيام حظيتُ بجواب منه .. حدثني وكان أفضل من الأيام الأولى على ما وصف لي بعض أحبابنا .. فطمأنني عليه وكان مما قال "كنتُ في أرقي الطَّويل والهواتفُ ترنُّ علَيَّ بالإذايَةِ أقولُ لعلَّ فيصلا قد كتَبَ شيئا!!" فكَبُرَ عليَّ أني ما ابتَدَرْتُه بها، وأني تقاعستُ عن نُصرته رضي الله عنه بهذا القليلِ الذي أُحْسِنُه بعضَ إحسان وهو الذي لم يَبْخل عَلَيَّ بالجَمِّ الَّذي يُتْقِنُهُ كثيرَ إتقان!!! امتدَّ حديثٌ أخَويٌ أبَوِيٌّ بيننا .. وما إنْ أنهينا الاتصال حتى آنستُ ذلك الدبيب المحبَّبَ ينمو بصدري .. نعم هي رياح مواتية .. فلأشرع القلم!!



"أرَقٌ عَلَى أرَقٍ"1 .. وَمِثْلُكَ يَأرَقُ .. بِحَشًى يَميدُ ..وَمُهْجَةٍ تَتَحَرَّقُ
 
سَعْدُ اللَّيالي .. فَخْرُها .. أنْ كُنْتَ بَدْرًا في دُجاهَا ساهِرًا يتَألَّقُ
 
حَسَدَتْهُ فيكَ الشمسُ .. مَنَّتْ نَفْسَها .. لَوْ أنَّهَا في اللَّيلِ يومًا تُشْرِقُ
 
لم يُسْلِها إلاَّ بأنَّ نَهارَها سَبْحٌ به تَغْدو .. تَروحُ ..وتَنْطِقُ
 
تَبْنِي .. تُشِيعُ العزمَ ..تُطْعِمُ جائعا .. تَأسُو جريحا بالحِمَى يَتَعَلَّقُ
 
تَغْشَى ميادينَ الْمُروءَةِ كُلِّها .. فكأنَّكَ الرُّؤيا إذا2 تَتَحَقَّقُ
 
* * *

يا أيُّها العَلَمُ الْمُبينُ عَنِ الْهُدى .. يا راضِيَا بحياتِهِ يَتَصَدَّقُ
 
يا أيُّها الغُصنُ الشَّريفُ بدوحَةٍ نَبَويَّةِ النَّفَحاتِ مِسْكاً يَعْبَقُ
يا 
عاشِقًا لِلْمُصْطَفى .. لا غَرْوَ أنْ تَهْفُو الفُروعُ لأصْلِها تَتَعَشَّقُ
 
إنَّ الزمانَ أتى أماسِيًّا أتَيْتَ بها - وهُنَّ بناتُه - يَتَملَّقُ
 
وأناخَ فيها عندَ شُرْفَتِكَ الَّتي أعْلَيْتَها .. ﻷريجِها يَتَنَشَّقُ
 
تَهْفو إليكَ بها القُلوبُ كأنَّها عَطْشَى الجِمالِ لواحَةٍ تَتَدَفَّقُ

 وتَمُرُّ هَوْناً بَيْنَها .. كالنَّسْرِ يَخْفِضُ ثُمَّ يَنْفُشُ ريشَهُ .. وَيُحَلِّقُ
 
وَتَرى الأُلى حَضَروا أبارِيقًا .. بِهَا سَكَبَتْ يَمينُكَ ما حَشاكَ يُعَتِّقُ
 
جَبَلاً لَهُمْ .. كَمْ أشْرَفَتْ مِنْ فوقِه هاماتُهُمْ .. لاذوا بِهِ وتَسَلَّقوا
 
وَتَعَلَّمُوا رُقْيَا الْمَدارِجِ .. والنُّهَى .. وَمَفاتِحَ الأقْوالِ إذْ تُسْتَغْلَقُ
 
قُلْ لْلأُلىَ قَدْ أنْكَروهَا: "إنَّنَا قَوْمٌ نَخُطُّ عَلَى الْجَمادِ فَينطِقُ ..
 
وَتَمسُّ نَبْرَتُنا الكَمانَ مُمَزَّقاً .. فإذا النُّفوسُ بِلَحْنِهِ تَتَمَزَّقُ ..
 
خَفَقانُ أفْئِدَةِ الأحِبَّةِ جَاوَبَتْ ما عندَنا بَيْنَ الْحَنايا يَخْفِقُ ..!"
 
يا سَيِّدي .. إنْ أجْدَبَتْ كَلِمَاتُكُمْ فيهِمْ .. فَبعضُ التُّرْبِ سَبْخٌ مُمْلِقُ
 
وَمِنَ النُّفوسِ - كَما عَلِمْتَ - شَحائِحٌ .. واللُّؤمُ نَبْتٌ مالِحٌ لا يورِقُ
 
* * *

"أرَقٌ عَلَى أرَقٍ" -فُدِيتَ- أتَأْرَقُ؟ .. لِلْحِقْدِ يَعْوي؟ للرَّذيلَةِ تَنْعَقُ؟
 
لِلْجُبْن مَاءَ مُمَطِّطًا مِنْ ذَيْلِهِ؟ .. لِتَوَعُّدِ الْجُبَناءِ حينَ تَحَلَّقُوا؟
 
لِلأحْمَقِ الْمُعْتَلِّ؟ .. للنَّزِقِ الَّذي عَرَّيْتَهُ؟ .. ذاكَ الْغَبِيُّ الأخْرَقُ؟
 
لِمَعارِكِ النَّصْرِ الْمُبينِ .. أدَرْتَها .. فَتَضَعْضَعوا مِنْ دونِهَا وتَخَرْبَقُوا؟
 
نَمْ ! يا سَلِمْتَ .. فَلَيْسَ تَزْأرُ فَأرَةٌ .. أوْ كانَ لَفْحُ الشَّمْعِ يومًا يُحْرِقُ
 
نَمْ ! يا سَلِمْتَ .. فَدُكْنَةُ السُّحُبِ الْمُلِثَّةِ خَلْفَها مَسَدُ الْحَقائِقِ يَبْرُقُ
 
والعاشِقونَ وَقَدْ رَأوْكَ مُضَرَّجًا بالْحُزْنِ .. شَدُّوا عُقْدَةً لاَ تُفْرَقُ

* * *

"أرَقٌ عَلَى أرَقٍ" .. وغيرُكَ يَأرَقُ .. بِخُلوفِ قَولِكَ ماذِقًا يَتَمَطَّقُ
 
شَرُّ الوُجوهِ هِيَ الَّتي بَرِئَ القَفَا مِنْهَا .. وكانَ العارُ مِنْها يُشْفِقُ
 
عَفْواً تَقُولُ .. وَهُمْ يَقولُونَ الْخَنَى قَصْدًا .. وَيَمْدَحُهُ النِّفَاقُ الأَزْرَقُ
 
النَّاسُ تَعْرِفُ أهلَها .. والأرضُ تَشْكُرُ قَطْرَهَا .. والخائِبونَ تَحَذْلَقُوا
 
والماءُ عندَ القُلَّتَيْنِ بَريئةٌ قَطَراتُه مِنْ بَعْضِ ما قَدْ يَعْلَقُ
 
يَكْفي أبا زَيْدٍ دُعاءُ يَتيمَةٍ .. سَكَنَتْهُ والأبْوابُ عَنْهَا تُغْلَقُ
 
تَكْفِيهِ أرْمَلَةٌ .. ويَكْفي أنَّه فِي القُدْسِ والأقْصَى عَطاءٌ مُطْلَقُ
 
والبُوسْنَةُ الغَرَّاءُ مَدَّتْ جيدَها .. فَبَدَا بِحُسْنِ صَنيعِهِ يَتَطَوَّقُ
 
والكُتْبُ تُنْسَى كانَ يُذْكِرُهَا الْمَلاَ .. والكاتِبونَ بِفَضْلِهِ قَدْ أُغْرِقُوا
 
أنا واحِدٌ منْ فِتْيَةٍ .. كَلِماتُهُ لَحْمي وأعْصابِي الَّتي تَتَفَتَّقُ
 
أنا واحِدٌ مِنْهُمْ .. وَعْنديَ إخِوْةٌ فيهِ الْتَقَوْا .. وَعَلَى الْجِهاتِ تَفَرَّقُوا
 
لَمْ يَعْشَقُوا الأَلْقَابَ تَطْرُقُ بابَهُ .. كَسْبٌ بِهِ حَتَّى الأراذِلُ تُرْزَقُ
 
عَشِقُوهُ .. لاَ لِلْمَجْدِ حَطَّ بِبَابِهِ .. بَلْ لِلْهُدَى في نَبْرِهِ يَتَأَلَّقُ
 
عَشِقُوهُ .. لِلصِّدْقِ الَّذي عُجِنَتْ بِهِ أخْلاقُهُ .. فَتَبَيَّنوهُ .. وَحَقَّقُوا
 
ذاقُوا الْمَحَبَّةَ مِنْ كُؤوسِ كَلامِهِ .. حَتَّى ارْتَوَوْا .. فَتَوَلَّهوا وتَشَوَّقُوا

* * *

يا سِبْطَ آلِ البَيْتِ إنِّي ذاكِرٌ لَكَ عِنْدَ رَبّي ما بِقَلْبِي يَصْفِقُ
 
شَوقًا لأحْمَدَ .. كُنْتَ مُذْكِيَ جَمْرَةٍ شَبَّتْ بِهَا نارُ الْمَحَبَّةِ تُحْرِقُ
 
حَدَّثْتَنَا عنْ غارِهْ .. عَنْ كَيْفَ كانَ يَلُفُّهُ ذاكَ السُّكونُ الْمُطْبِقُ؟
 
عَنْ روحِهِ الخَفَّاقِ يَعْتَزِلُ الوَرى .. عَنْ قَلْبِهِ كَيْفَ احْتَواهُ الْمُطْلَقُ؟

 حَتَّى إذا الأشْتاتُ رَتَّلَهَا الْحِجَى انْفَلَقَ الدُّجَى .. والْغَيْبُ جاءَ يُصَدَّقُ
 
يا سِبْطَ آلِ الْبَيْتِ إنَّكَ غَالِبٌ .. عِقْدُ الإلَهِ لَكُمْ حَكيمٌ أَوْثَقُ
 
يا سَيَّدي حَسْبُ الدِّمَا أنْ زانَهَا دَمُ أحْمَدٍ بِعُروقِكُمْ يَتَدَفَّقُ



  1هذا اقتباس من مطلع قصيدة أبي الطيب الشهير ة إذ يقول: “أرقٌ على أرق ومثلي يأرق"
  2قد قلتُ: "فكأنك الرؤيا إذا تتحقَّقُ" (أي عندما تَتَحَقَّقُ) .. ورأى أخي الحبيب سيدي محمد الحاج قاسمي أن أقولَ "إذَنْ تَتَحَقَّقُ" فإكراما لصادق مودته لحبيبنا أبي زيد أثْبتُها ههنا .. ولقارئٍ أن يختار التي يراها أحب إليه

الجمعة، 20 دجنبر 2013

ذكرى المرشد





      منذ التدخل الوحشي في حق مرابطي رابعة والنهضة وما تلاه .. طاحت عني العبارة .. وفنيت مني الإشارة .. وما حاولت شعرا إلا وخانتني القوافي .. وجاءت ذكرى حبيبنا سيدي عبد السلام ياسين رحمه الله .. وأنا ما أزال أقدم حرفا وأؤخر آخر .. حتى أهاب بي أحبابي في جماعة العدل والإحسان بمدينة طنجة .. فإذا الكلمات هونا يلتئم شتاتها أُبَيَّاتٍ نسأل الله أن ينفعنا بها يوم لقائه .. ونعوذ به سبحانه من فتنة القول والعمل 
فيصل الأمين البقالي

دَعاني إلى الأشعار كَيُّ الأضالع .. وشوقٌ إلى الأحباب أجرى مدامعي

وكنتُ .. وقد غارَتْ شُموسي وأنْجُمي .. وماطَلَ صُبْحي في تَوالي الفَجائِعِ

خَرقْتُ سَفينَ الشِّعْرِ .. لاَ يَغْصِبَنَّهُ مَليكٌ بأهْوائي قَبيحُ الصَّنائِعِ

وَصِرْتُ أُساقي القَلْبَ تِرْياقَ دائِهِ زُعافًا ,. رآهُ النَّاسُ لَيْسَ بِنافِعي

وكانت بناتُ الشِّعْرِ .. قدْ بيعَ حرفُها .. لِكُلِّ أخي وَجهَيْنِ في الُّذِّل قابِعِ

فدِفْتُ القوافي في فيافي تجاهُلي .. لِرَشْفِ المَراقي مِنْ سواقي الصَّوامِعِ

وجئتُ الزوايا غافِلاتٍ عَنِ الخَنَى .. حَواضِرَ قَلْبٍ في المَواجيدِ راتِعِ

تُلاقيكَ صفحاتُ الوجوهِ .. وفوقَها ترانيمُ آيٍِ تَزْدَهي للمُطالِع

فأذْهَلَني قُربي وبُعْدِيَ واقِعٌ ..سَكِرْتُ بنورِ القُرْبِ عنْ بُعْدِ واقِعِي

وَقالوا هِيَ الِّذكرى تَعودُ .. فقلتُ لي .. أأشْدو؟ وقد طَلَّقْتُ قبلاً روائِعي؟

وأرْثي حبيبًا عندَ ذِكْر رحيلِه .. وأبناؤهُ الأبْرارُ فخْرُ المَجامِعِ

تُذَكِّرُنا سَمْتَ الفَقيدِ سِماتُهُم .. وتَحْفَظُ فينَا سِرَّه كالوَدائِعِ


* * *
أتيتُ الحِمَى سائِلاً عَنْ قرابَةٍ تحجب كالعذراء خلف البراقع

تَستَّرُ بالأسماء ضنًّا بوسْمِها .. وتُفلِتُ للعُشّاقِ بين الذرائع

وليست تُميطُ الحُجْبَ إلاَّ لِقَاصِدٍ .. قليلِ التَّواني .. صادقِ العَزْمِ .. خاشِعِ

أتيتُ حِماها ناثِرا لِمَواجِدي .. كَنثْرِ السَّماءِ الدَّمْعَ فوق المَرابعِ

وما هُوَ بالشِّعْرِ الَّذي رَقَّ نَظْمُه .. ولا هُوَ بالنَّثْرِ ارْتقى حَرْفَ ساجِعِ

ولكنَّه ذَوْبُ التَّراقي .. ولوعةٌ .. تَصادَتْ نَشيدًا شاهِقًا بالزّعازِعِ

* * *
مضى الحَوْلُ خَطْفًا عَنْ وِصالٍ وَجيرَةٍ .. تُدَفِّئُ أوصالَ المُريدِ المُتابعِ

تُهَدْهِدُ منهُ العقلَ والقلبَ .. مثلما تُهَدْهِدُ أطفالاً حُجُورُ المَراضِعِ

مضى ساِربًا والُعمرُ في إْثر طيِفه َيسيرُ .. َفمُْثرٍ .. أو قليلُ الَمنافعِ

وما سِيَرُ الأمجادِ إلاَّ مواعظٌ .. وما ذكرُهم إلا بريُد اللوائعِ





* * *

سقى اللهُ هاتيكَ المَحاضِنَ .. إنَّها لِكُل أخي عِشْقٍ شِفاءُ المَواجِعِ

مَحاضِنُ يُلْقي عندَها الصَّبُّ بَوْحَه .. فَلا الصَّدَّ يَخشى .. لا خِداعَ المُنازِع

يُنيخُ بها ذو الثِّقْلِ .. يَنْزاحُ ثِقْلُه .. وَتُرْخي لَدَيْها النَّفْخَ أمُّ الزَّوابِعِ

تَميسُ رُخاءً - بعدَما مالَ عودُها – زُهورُ المَعاني في رِياضِ المَسامِعِ

وَتَروي غُيوثُ الذِّكْرِ - نَشْوى بِنَفْحِها عَلى مُهَجِ الغَرْثى – ُبذورَ اللَّواذِعِ

أتاها بأعرابِيَّةِ الطَّبْعِ وافِدٌ .. فَغَادَرَ للشِّعْرى سَنِيَّ النَّوازِعِ

فَلِلَّهِ .. أيُّ الفضْلِ .. فَضْلٌ لِحارِثٍ نفوساً بهذا النّورِ فيهِنَّ زارِع

يكابِدُ ليلا زَمْهَريرا لِكَيْ يَرى نَؤومُ الضُّحى وَجْهَ الشُّموسِ السَّواطِعِ

ويألَمُ – والَهْفاهُ – حتَّى كأنَّما لهُ الألمُ الوهَّاجُ أمرُ الشَّرائعِ

ويَبْسِمُ رَغْمَ الضُّرِّ لَيْسَ بِذي وَنىً إذا السُّفَها لَجُّوا ولا ذي تَراجُعِ

وَيَمْتَدُّ سَهْلاً للضَّعيفِ مُطاوِعًا .. وَيعْلُو أشَمًّا للعَنيفِ المُقارِعِ

مكارِمُ يُفْني المَرْءُ فيها حَياتَهُ .. وَتَغْلِبُ فيها سَيِّئاتُ الطَّبائِعِ

ولكنَّه ميراثُ أحْمَدَ في الوَرى .. وياسينُ في الميراثِ شَيْخُ الطلائعِ




* * *

فذلِكَ ياسينُ الذي لَمْ أجِدْ له عَديلاً .. ولستُ بكذَّابٍ .. ولا بمُصانعِ

ويا إخْوَةً في اللِه .. هَذي إلَيْكُمُ .. بِحُبّي وتَحْناني .. كُفوفُ المُبايِعِ

نَعَمْ .. لي أبٌ في الخَيْرِ لَيْسَ ببائِعي .. وإخْوانُ صَفْوٍ مِنْهُ طُهْرُ المَنابع

وهمُ وأْنتُمْ .. نَحْوَ أحمَدَ قَدْ غَدَتْ .. بِكُمْ سُفُنُ الإيمانِ غَيْرَ جَوازِعِ

فإنْ كانَ في بَحْرٍ غَشَوْهُ قَواصِفٌ.. ولَطْمٌ لأمْواجٍ.. قِباحٍ.. نَواقِعِ

فأنْتُمْ لَهُمْ رِدْءٌ وَرِدْءُ دُعَاؤكُم .. وَهُمْ – لَيْتَ شِعْري – كاشِفَاتُ الْمَطالِعِ

وَكَمْ رَشْفَةٍ للدَّاء كانَ بهَا الدَّوا .. وَكَمْ زَلَّةٍ كانَتْ دَليلَ الْمُراجِعِ





* * *
سَقَى اللهُ جِسْماً في الرَّباطِ مَقيلُه .. ورُوحاً لَهَا الأرْواحُ خيرُ المَضاجِعِ

وَفِكْراً سَرِيّاً بارَكَ اللهُ مَدَّهُ .. وعُمْراً مَضَى في الحَقِّ ليسَ بخانِعِ

فأيَّتُها الذِّكرى .. ذَكَرْتُ بكِ العُلا .. وَحَرَّكَتِ الأشْواقُ مِنِّي أصابِعي

ذَكَرْتُ بكِ الأمجادَ .. والبَغْيُ راغِلٌ بأُمَّتِنَا مِثْلَ البَعيرِ المُمَانِعِ

وألْوِيَةُ الرَّحمنِ تَخْفقُ في الحَشَى .. غَداً سوفَ تُعْلى في الرّوابي الشَّواسِع

هُوَ الوَعْدُ لا كِذْبا أتانا بهِ المدَى .. وأنْتُمْ بهذا الوَعْدِ خَيرُ الصَّوادِعِ


طنجة في:20 دجنبر 2013