الأحد، 1 ماي 2011

بيان إلى الوطن




نُورٌ..أضَاء على مَشَارِفِ ذاتي..وحَسِبْتُنِي قدْ صِرْتُ في الأمْواتِ
يا وَيْحَ مَنْ سَرَقُوكَ في جُنْح الدُّجى..وَطَنِي.. وَمَنْ قَدْ حَاوَلُوا إسْكَاتِي
الآنَ!.. أُبْصِرُ بَعْدَمَا لَسَعَ السَّنَا حَدَقِي .. وَغَازَلَ فَجْرُهُ أوْقَاتِي
الآنَ!.. أُنْبِيكَ البِشَارَةَ صَادِقاً: "إنِّي سَأَحْكُمُ قَادَتِي وَوُلاَتِي!"
فَلَقَدْ عَلِمْتُ بَأَنَّنَا أخَوَانِ..لاَ أَحَدٌ سَيَسْعَى بَيْنَنَا بِصِلاَتِ
شُؤْمُ الْبَرِيدِ مَفَازَةٌ مَنْسِيَّةٌ ... كَيْفَ المْسَافَةُ فِي رِحَابِ الذَّاتِ؟

وَطَنِي.. 

وَطَنِي.. أنَا ذَاكَ الْمُزِمُّ شِفَاهَهُ !! وَأَنَا الْمُمِلُّ لِشَاهِدِ الْمَرَّاتِ
وَأنَا الَّذِي قَدْ حَاكَمَتْهُ ظُنُونُهُ..فَأسَاءَ لِلْمَاضِي كَمَا لِلآتِي
وَأنَا الَّذي أخْصَوْهُ عَنْ طَلَبِ الْعُلَى مُتَفَرِّغاً لِقِوَادَةِ اللَّذَّاتِ
وَأنَا الَّذي يَأوِي الْمَسَاءَ بِلُقْمَةٍ قَدْ مُرِّغَتْ فِي طِينَةِ الذِّلاَّتِ
كَمْ مَزَّقَتْ نَظَرَاتُ طِفْلي مُهْجَتِي..أَنِّي نَدِيمُ الْقَهْرِ وَالْحَسَرَاتِ

وَطني ..

وَطَني، أَنَا الْمَجْلُودُ وَالْمَسْرُوقُ وَالْمَتْروكُ فِي بَرْدِ الْهَوَان العَاتي
وَأنَا الْمُمَرِّغُ جَيْبَهُ وَلِسَانَهُ.. وَفُؤَادَهُ فِي تُرْبَةِ الْعَتَبَاتِ
ذُلِّي غَذَائي .. وَالتَّغَابِي حَارِسِي مِنْ صَارِخٍ قَدْ مَلَّ طُولَ سُبَاتِي
أَدْمَنْتُ لَحْسَ حِذَاءِ مَنْ قَدْ دَاسَنِي.. وَجَفَوْتُ كَفَّ أطِبَّتِي وَأُسَاتِي
وَحَسَدْتُ حِينَ جَبُنْتُ خِدْناً ثَائِراً إذْ أَحْرَجَ الشَّهَقَاتِ بِالزَّفَرَاتِ
لَمَّا عَمِيتُ كَرِهْتُ إشْرَاقَ الضُّحَى .. وطَفِقْتُ ألْعَنُ مُوقِدَ الشَّمْعَاتِ
حَتَّى إذَا ضَاقَتْ بِمَوْتِي مُهْجَتِي.. أَحْرَقْتُ نَفْسِي شَامِتاً بِحَيَاتِي

وَطَنِي..


وَطَنِي، أَنَا الشَّعْبُ الَّذِي بَكَّيْتَهُ زَمَناً..أعُودُ.. مُشَمِّرَ الْعَزَمَاتِ
 إنِّي أنَا الْمَنْسِيُّ مِنْ رُزْمَانَةٍ حِزْبِيَّةٍ كَمْ غَازَلَتْ أصْواتِي
كَذَبوا عَلَي بِوَاهِمِ النشَرَاتِ .. وَتَنَابَزُوا في فَاخِمِ  الكَلِمَاتِ
ﻷَرَى لَدَى الكَلْبِ الْمَهِينِ فَوَاضِلاً.. وَأُقيمَ في بَيْتِ الزِنَى صلواتي
اَلْيَوْم!.. أجْأرُ بِالَّذِي كَتَّمْتُه بِحَيَازِمِي..حِمَماً مِنَ الثَّوَرَاتِ..
لاَ حُكْمَ إلاَّ لِي أنَا..ظِلٌّ أنَا لِلَّه..في أرْضٍ لَهَا بَرَكَاتِي
إنَّ الْقِيَادَةَ وَالرِّيَادَةَ وَالْجَلاَلَةَ وَالْمَهَابَةَ كُلُّهُنَّ صِفَاتِي
قُلْ لِلَّذِينَ عَلَوْكَ أنْ يَتَرَجَّلُوا طَوْعاً فَإني عَارِمُ الْجَنَبَاتِ
فَلَسَوْفَ أُسْقِطُهُمْ مُزُوعاً إنْ أَبَواْ .. وَلَسَوْفَ تَتْبَعُ نَعْشَهُمْ لَعَنَاتِي

من ديوان: "قصائد غاضبة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق